منذ أن وفدت الثقافة الغربية إلى مجتمعاتنا العربية الشرقية الإسلامية ، وأحوال المرأة لا تسر إنسان .. سمعنا ورأينا جمعيات حقوق المرأة وشاهدنا منظمات لمناصرة المرأة وأشياء كثيرة عن المرأة ، وكلها قادمة من الغرب ، ولذلك فإن تعامل تلك الكيانات مع مشاكل المرأة الشرقية ينحصر فى حق المرأة فى استخدام حبوب منع الحمل و " اللوالب " وإقامة علاقات جنسية ، وتذكير المرأة ، وتغيير مهمتها الرئيسية لتصبح هى الرجل ويُصبح الرجل هو المرأة ، وللبحث عن وسائل تساعد المرأة للوصول إلى الرعشة الجنسية ( الأورجازم ) سواء كانت تمارس الجنس مع زوجها أم مع جارها والمطالبة بتجريم تعدد الزوجات ، وجعل العصمة فى يد المرأة!!
باتت تنحصر أولويات تلك الجمعيات التى تزعم دفاعاً عن حقوق المرأة فى أمور بعيدة تماماً عن احتياجات المرأة ومتطلباتها ، ولم يفت هذه الجمعيات وتلك الكيانات التى تُمول وتُدار من الغرب أن " تخبط " الإسلام فى السكة ، وتدعى أنه ظلم المرأة فى الميراث – قضية سخيفة ومردود عليها ملايين المرات – وأنه يسمح بضربها – التوراة تدعو لحرق المرأة – وأنه يسمح بتعدد الزوجات ولا يسمح بتعدد الأزواج !! – منطق بهيمى بحت .
ولنا أن نسأل صاحبات الفخامة والمعالى سيدات المجتمع اللائى يضعن ساقاً فوق ساق ، ويتحدثن من أطراف أنوفهن عن قضايا المرأة : أين أنتن من مشاكل المرأة الحقيقة ؟؟
أين أنتن من مشكلة تزويج المرأة بالإكراه والغصب ؟؟
وقضية الزواج بالإكراه إحدى أخطر قضايا المجتمعات الشرقية التى تحتكم إلى التقاليد وتبتعد عن الإسلام الذى يفرض تخيير المرأة واستئذانها فى كهذه القضية المصيرية . فزواج المرأة من إنسان لا ترغب فيه يترتب عليه أن تتحول حياتها إلى جحيم ، وتنحرف المرأة وتخون زوجها الذى تبغضه وربما تحمل سفاحاً وتوهم الزوج الغاصب أن حملها منه !!
وبالتالى فما ينتج عن زواج الغصب مُدمّر وخطير ويُهدد استقرار المجتمعات ويُشيع الفاحشة ، ورغم ذلك لم نسمع أن تلك الكيانات التى تزعم أنها ترعى المرأة وتسعى لحل مشكلاتها أنها وضعت حلاً جذرياً لتلك الظاهرة القبيحة التى تُخالف الإسلام وتؤدى إلى نتائج كارثية .
لم تُطالب جمعيات حقوق المرأة بأى مطالب جادة لمنع زواج الغصب .. والحلول كثيرة ، ومنها حل من وجهة نظرى سيساعد على الحد من تلك الظاهرة المنكرة ، وهى المطالبة بالتنسيق مع وزارات الداخلية فى الحكومات العربية الإسلامية بإيفاد مندوب مع المأذون لسؤال الفتاة أهى تقبل الزواج أم لا ؟ وهل يُهددها الأب بالقتل فى حالة الرفض أم لا ؟ ذلك أن معظم الزيجات تتم تحت تأثير الخوف من عقاب الأب أو الأم فى حالة الرفض .. وفى حالة أقرت الفتاة بأنها لا تقبل الزواج من الشخص المتقدم يكون دور مندوب وزارة الداخلية باعتقال الأب أو الأم التى أجبرتها على قبول الزواج وأخذ تعهد على الأب أو الأم بعدم التعرض للفتاة ، وأن يمر المندوب بصفة دورية على منزل الفتاة ليرى أهى تعرضت لمكروه أم لا ..
وليس معنى ذلك أن يعترض إنسان ويقول : يا هذا إنك بذلك تسمح للفتاة أن تعشق أى شخص مهما كان متدنياً وأن تتزوجه !
وأقول لا أقصد ذلك مطلقاً ، فقطعاً للأهل إبداء الرأى فى مسألة تزويج بنتهم وأن يُرشحوا لها الطيب الذى يرضون دينه وخلقه قبل أى شئ .. أما أن يفرضوا عليها شخصاً لا تقبل العيش معه مستخدمين مبدأ الاستهبال الشهير : " الحب بيجى بعد العشرة " فهذا أمر سيئ وقبيح ويستلزم التدخل .
جمعيات حقوق المرأة مثلما تنام وتتغافل فى قضية زواج المرأة بالغصب فإنها تتعامى عن العنف ضد المرأة – ومن المفارقات أنها تتحدث عن العنف أثناء ممارسة الجنس !! - والذى يأتى من قبل الأخ أو الزوج أو الأب ويتمثل فى فقأ العين أو كسر الأسنان أو تشويه الوجه أو الشد من الشعر وتمزيقه أو ضربها بسلاسل حديدية أو آلات حادة أو كسر عظامها أو تعذيبها بطريقة منتظمة عن طريق ربطها أو حبسها فى إحدى غرف المنزل أو أن يدوس عليها بحذائه أو سبها وإهانتها ...
وكل هذا لم تفعل جمعيات المرأة أى شئ للحد منه أو أن تضع خطه لوقفه تماماً والمطالبة بسن تشريعات ضد تلك التصرفات البهيمية التى تحط من قدر المرأة وتُعاملها على أنها بهيمة تُضرب وتُهان وتعمل فى المنزل وتسكت حتى لا يُخرب بيتها !
كان على جمعيات المرأة أن تخصص قسماً لتلقى أى شكاوى عنف ضد المرأة خاصة من الأزواج وأن تسعى لمحاكمة الأزواج " الهمج " الذين لا يجدون حرجاً فى كسر أسنان النساء بالنهار ثم مجامعتهن بالليل !! وأن تعمل الجمعيات النسوية على إيجاد منازلاً ومصادراً للدخل للزوجات المعرضات للطرد حتى لا يتشردن وينحرفن .
وقد يقول قائل : ياهذا : أتتغافل عن نص صريح يدعو لضرب المرأة فى كتابك الذى تُقدسه " القرآن الكريم " ؟!
يقول عز وجل : (( واللاتي تَخَافُون نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهجروهُنَّ في الْمَضَاجِع وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنُكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان عليا كبيرا، وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً )) . (النساء 34 ـ 35)
وأقول : لنا أن نتساءل :
هل يقول النص " الزوج الذى يرجع من عمله ويجد زوجته قد أعدت " عدس " بدلاً من " الملوخية " ينهال عليها ضرباً ؟!
هل يقول النص : الزوج الذى تضع له زوجته ملعقتين من السكر فى كوب الشاى وتنسى أن تضع الثالثة ، يقذف فى وجهها كوب الشاى فيُجرحّ وجهها ويُصيبه بتسلخات نتيجة الشاى الساخن ؟!
هل يقول النص : الزوج الذى أضاءت زوجته نور حجرته وهو نائم يقوم ينهال عليها ضرباً بالعصى والأحزمة والركل والرفس ؟!
هل يقول النص : الزوج الذى يأمر زوجته بالعمل فى الدعارة وترفض يقوم بتهشيم أسنانها وأنفها ؟!
النص لا يقول أى شئ من ذلك على الإطلاق .
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع : (( ألا واستوصوا بالنساء وخيراً فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً. )) أخرجه الترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه
ويُوبخ صلوات الله وسلامه عليه ذلك الصنف من الأزواج الذى يعتقد أنه قد اقتنى بهيمة يركلها ويرفسها ثم يُجامعها فيقول حاملاً على من يضربون زوجاتهم : (( أيضرب أحدكم امرأته كما يضرب العبد؟ ثم يجامعها في آخر اليوم )) . (رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن عبدالله بن زمعة).
ويقول ابن عباس رضى الله عنهما فى تفسير الآية الكريمة : (( واللاتي تخافون نشوزهن، قال: تلك المرأة تنشز وتستخف بحق زوجها ولا تطيع أمره، فأمره الله أن يعظها ويذكرها بالله وبعظم حقه عليها، فإن قبلت وإلا هجرها في المضجع ولا يكلمها نم غير أن يذر نكاحها، وذلك عليها لشديد فإن رجعت، وإلا ضربها ضرباً غير مبرح ولا يكسر لها عظماً ولا يجرح جرحاً ))
الآية الكريمة غير مسئولة عن تصرفات الهمج الذين يُلقون بزوجاتهم من فوق السلالم فى منتصف الليل ويطردونهن وهن شبه عاريات بقمصان النوم .. الآية الكريمة واضحة وتتحدث عن المرأة " الناشز " أى العاصية التى تستهر بزوجها ، إن حدثها لم تجب ، وإن أمرها لم تُطعه ، بل ربما تطاولت عليه ! والقرآن الكريم لم يُصرح بالضرب مباشرة بل بعد أن يعظها زوجها ويتحدث معها ويُشعرها بخطئها فى حقة وبعد مداولات إن لم تستجب فيهجرها فى الفراش أى لا يُجامعها علها ترتدع وتستجيب وتعامل زوجها بالحسنى .. فإن لم تستجب يأتى الضرب وهو المرحلة الأخيرة ولا يكون ضرباً يؤدى إلى كسر عظام أو أسنان أو تشويه وجه .
والحقيقة أن مثل المرأة الناشز لا تستحق إلا ذلك ، أما أن تولول بعض الجمعيات الممولة من الغرب لتتطاول على الإسلام فيحق لنا أن نسأل : الآية تتحدث عن المرأة الناشز ، فهل من وجهة نظركن جميع النساء ناشزات ؟!
يتضح أن القرآن الكريم برئ تماماً من التعامل الهمجى والتوحش الذى يُمارسه العديد من الأزواج ضد زوجاتهم دون مبرر ودون أى سند شرعى مطلقاً .
وليت جمعيات المرأة بدلاً من اللسان الطويل الذى تُطلقه ليُهاجم الإسلام العظيم ، أن تعمل لإيجاد حل لتلك المشكلة .
نوع آخر من ازدراء واحتقار المرأة تتعامى عنه منظمات حقوق المرأة ، ألا وهو ما يُسمى ب " الأغانى العاطفية " والتى يكتبها مجموعة من المعقدين نفسياً يُصوروا فيها المرأة بصورة بشعة للغاية وتتردد تلك الكلمات على الألسن ، حتى يُصبح هذا الكلام المقزز حقيقة وأمر واقع ، فهناك أغان تُصور المرأة على أنها شيطان رجيم وأنها خائنة وحقيرة – توجد أغنية شعبية مصرية لمغنى مغمور تُسمى " يا خاينة ليه الشيطان وزّك " – وسبب كل كارثة !
أغرب ما استمعت إليه أذنى – من ضمن ما يدخل آذاننا دون إرادتنا - من أغان تحتقر المرأة هى أغنية للمغنى " تامر حسنى " كتبها المغنى " هيثم شاكر " ، والأغنية هى الأولى من نوعها التى يُعاير فيها الرجل زوجته بعلاقته الجنسية معها !! وللأمانة فقد سُئل " تامر حسنى " عن الأغنية فقال : (( لم أفكر في أن المستمع قد يخطر بباله موضوع الايحاءات لأن الأغنية تحمل موضوعا بسيطا وتخاطب المتزوجين الذين تعرضت علاقاتهم للخيانة ))
ونقول : لقد زاد تامر الطين مبلة ، إذ أن أى علاقة جنسية مفروض أنها ضمن إطار الزواج لا إطار الزنا ، لذلك فكلامه باعث على الضحك من هذا الجواب المتهافت ولنستعرض كلمات الأغنية المبتذلة لنرى هل تجوز مثل تلك الكلمات أم لا ؟ :
(( هتموتى وتنسينى فاكرانى هموت وتجينى .. أصلا مبقاش فيكى حاجة م الحاجات اللى بتغرينى .. اعتذرى للى هيجى بعدى خليه يسامحنى أصل أنا أخدت كل حاجة فى عهدى وشوفى عهدى كان كام سنة .. أنا مش قلقان عليكى عارفك راجعة وبوعدك من غيرى بيملى عنيكى من زيى هيقدر يسعدك .. لو فكرانى هضعف وارجعلك أسمعلك واحتاجلك تبقى يا حبيبتى غلطانة واتجننتى فى عقلك .. لو فاكرة إنك يا حبيبتى هتقدرى تنسينى .. لأ بصى لكل حاجة فيكى أكيد هتفتكرينى .. لو فاكرنى واحد هتكلميه وتقفلى .. تكلمى غيره ده أنا أول واحد حبك وادالك خيره )) !!
من المفروض أن هذه الأغنية تُخاطب المتزوجين !! حسناً يا سيد تامر : هل يحق لرجل انفصل عن زوجته أن يقول لها : يا فلانة يا من كنت أفعل معك كذا وكذا ؟؟!!
ما معنى (( أصل أنا أخدت كل حاجة فى عهدى وشوفى عهدى كان كام سنة )) ؟؟
معناها معايرة المرأة بممارسة الجنس معها طوال عدة سنوات .
ما معنى : ((عارفك راجعة وبوعدك من غيرى بيملى عنيكى من زيى هيقدر يسعدك )) ؟؟
معناها أن الزوجة ستعود لأن المحروس زوجها يملى عنيها ب ..... وهو مصدر سعادتها !!
ما معنى : ((بصى لكل حاجة فيكى أكيد هتفتكرينى )) ؟؟
معناها أنه يدعو زوجته أن تنظر لكل مكان فى جسدها ستتذكر أنه كان يُمارس معها الجنس .
ما معنى : ((ده أنا أول واحد حبك وادالك خيره )) ؟؟
معناها : أنه أول من جامعها وأعطاها ( لا مؤاخذة خيره ) !!
ولنا أن نسأل جمعيات حقوق المرأة : هل مثل هذه الأغانى تتركونها تُشاع فى المجتمعات للنيل من المرأة والحط من قدرها ؟؟
هل يصل بنا الزمان لليوم الذى تُعيّر فيه المرأة بعلاقتها الجنسية مع زوجها ؟؟
وهل مثل هذه العلاقة المُقدسة التى أنتجت البشر من لدن سيدنا آدم عليه السلام ، يُستهزأ بها وتُعاير المرأة من أجلها ؟؟
أين دور جمعيات المرأة فى محاربة مثل هذا الإسفاف وتجريمه ؟؟
أم أن قضية جمعيات المرأة تنحصر فى أن ترتدى المرأة " الشورت " و " البدى " وتُقيم علاقات غير شرعية وتسهر وتحتسى الويسكى ؟؟!!
ماهو دور جمعيات المرأة فى العالم العربى ؟؟
وهل تشعر هذه الجمعيات بمعاناة المرأة " الريفية " المحرومة من التعليم ومقومات الحياة والتى تحيا فى فقر وفاقة مدقعين ؟؟ أم أن هذه الجمعيات تعتقد أنها مخصصة لسيدات المجتمع المنحدرات من الأسر الارستقراطية ؟؟
مشاكل المرأة عديدة وضخمة - بضخم حجم جمعيات حقوق المرأة المنتشرة فى كل مكان – ولكن الهوانم تفرغن لمحاربة الإسلام والمتاجرة بالمرأة .
تمنيت كثيراً أن أدخل فى عقول القائمات على جمعيات المرأة لأرى كيف تفكر هذه العقول التى ضيعتنا وضيعت المرأة .
ويا نساء العالم العربى والإسلامى : حسبكن الله وهو نعم الوكيل