أخي الحبيب انا لست فقيهاً في الدين ولا مفتي الديار ولا بعدل على كلامك لكني مسلم ومعلش مع احترامي ليك لا يجوز ان تضع موضوع بهذا العنوان (لماذا لا ينام الله عز وجل) فلا يجوز انا يسال المخلوق الخالق الا في حاجته ................ وقال ادعوني استجب لكم.
ومن صفات الله عز وجل القيومية
قال الله : {الله لا إله هو الحي القيوم} وقال الله : {آلم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وقال عز وجل : {وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلماً} وهما من أسماء الله الحسنى. و(الحي القيوم) جمعها في غاية المناسبة كما جمعها الله في عدة مواضع في كتابه، وذلك أنهما محتويان على جميع صفات الكمال، فالقيوم هو كامل القيومية وله معنيان :
.1 هو الذي قام بنفسه، وعظمت صفاته، واستغنى عن جميع مخلوقاته.
.2 وقامت به الأرض والسماوات وما فيهما من المخلوقات، فهو الذي أوجدها وأمدها وأعدها لكل ما فيه بقاؤها وصلاحها وقيامها، فهو الغني عنها من كل وجه وهي التي افتقرت إليه من كل وجه، فالحي والقيوم من له صفة كل كمال وهو الفعال لما يريد.
قال الله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}.[البقرة:255].
وقال تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}.[آل عمران:2].
وقال تعالى:{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا}.[طه:111].
يقترن اسم الله الحيّ مع اسمه القيُّوم في القرآن الكريم، فالحياة في اللغة نقيض الموت، والحيّ في صفة الله تعالى هو الباقي حيّاً بذاته أزلاً وأبداً، قال ابن جرير الطبري في تفسيره : (وأمَّا قوله: {الْحَيُّ} فإنَّه يعني الذي له الحياة الدَّائمة والبَقاء، الذي لا أوَّل له يُحَد، ولا آخر له يُمَد). وقال ابن كثير في تفسيره: ({ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } أي: الحي في نفسه الذي لا يموت أبدًا).
والقيِّم في اللغة هو السيِّد الذي يسوس الأمور ويدبِّرها، فقيِّم البلدة سيّدُها وأمينها، الذي بيده تدبير أمرها، والقيُّوم يدلُّ على وصف القيام والإقامة، قام بذاته فلا يحتاج إلى غيره، وأقام غيره لأنَّ غيره مفتقر إليه.
والقيّوم أيضاً هو القائم بنفسه، الذي بلغ مطلق الكمال في وصفه، والباقي بكماله ووصفه على الدَّوام، دون تغيير أو تأثر.
والنوم من صفات المخلوقات وليس من صفات الله تعالى الحي القيوم لأنّها مناقضة للقيومية وكمال الحياة؛ فخلق الله النوم ليفرق به بين عز الربوبية وذل العبودية، وليكون النوم فارقاً بين الخالق والمخلوق، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَنَامُ وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ...» [رواه مسلم].
قال الإمام النووي: "أَمَّا قَوْله صلى الله عليه وسلم: «لا يَنَام وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَام»
فَمَعْنَاهُ: أَنَّهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى لا يَنَام وَأَنَّهُ يَسْتَحِيل فِي حَقّه النَّوْم; فَإِنَّ النَّوْم اِنْغِمَار وَغَلَبَة عَلَى الْعَقْل يَسْقُط بِهِ الإحساس, وَاَللَّه تَعَالَى مُنَزَّه عَنْ ذَلِكَ وَهُوَ مُسْتَحِيل فِي حَقّه جَلَّ وَعَلا"
فقد قال الشوكاني في فتح القدير: أخرج أبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم والدارقطني في الإفراد وابن مردوية والبيهقي في الأسماء والصفات والخطيب في تاريخه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: قال وقع في نفس موسى هل ينام الله عز وجل: فأرسل الله إليه ملكاً فأرقه ثلاثا وأعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يحتفظ بهما فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان ثم يستيقظ فيحبس إحداهما على الأخرى حتى نام نومة فاصطفقت يداه وانكسرت القارورتان قال: ضرب الله له مثلاً إن الله تبارك وتعالى لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض.
وذكره ابن كثير وقال: حديث غريب بل منكر. ليس بمرفوع بل من الإسرائيليات المنكرة، فإن موسى أجل من أن يجوز على الله سبحانه وتعالى النوم، وقال لا يصح هذا الحديث ضعفه غير واحد منهم البيهقي.
وأورده الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة وقال: منكر.
والله أعلم.
مع احترامي لشخصك الكريم ولكل العضاء والاداره والمنتدى