يظن الإنسان أنه من المستحيل أن يصل لحقيقة أشياء تحدث أمامه00فقد حدث بالأمس أن كنت فى ميدان باب اللوق ووجدت شاباً يكلم نفسه ويقول كلكم جاهل وحاقد00ولم أعرف ماذا يقصد حتى فتحت مدونتى ورأيت كلماتك ورأيك الثرى00
ونحن لم نفتر على الرجل فهذه كلماته من مقالاته المتنوعه والبرنامج التليفزيونى الذى سب فيه داعية الإسلام الراحل موجود لو أردت الإطلاع عليه 00ولكى أسهل لك الموضوع 00عليك أن تسافر للمنصورة وتتوجه إلى شارع الجلاء ستجد تمثالاً فى ميدان الجلاء لرجل يضع يده فى جيبه00أتعرفه إنه الكاتب المثمر الذى نقذفه بالطوب أنيس منصور والتمثال تمثاله00وستجدنى أضع لك فى جيب التمثال نسخة من شريط البرنامج الذى شارك فيه الأستاذ أنيس00
كما أهديك مقالة رائعة للأستاذ أنيس00وياريت تفهم اللى يقصده منها00والمقالة نشرت فى أهرام(18\3\2004)
من25 عاما طلب مني الرئيس السادات ان أنشر خبرا مزعجا. وقال لي: انه بالون اختبار. وأنه يريد أن يعرف رد الفعل. فليس من حقنا وحدنا. ولكن انشر وهات لي رد الفعل!
ونشرت خبرا في الصفحة الأولي من مجلة( أكتوبر). الخبر يقول: يتمني الرئيس السادات أن يتوضأ الفلسطينيون من ماء النيل وأن يصلوا في المسجد الأقصي!
وانقلبت الدنيا كما توقع الرئيس السادات. وهذا ما كان يريد ان يعرفه. ولكن لماذا؟ لقد كان الرئيس السادات علي يقين من أن هذا سوف يحدث يوما ما. فكما أننا نبيع البترول والغاز لجيراننا, فلماذا لا يجيء دور الماء وهو أكثر حيوية. وخصوصا أن منسوب المياه المالحة عندهم قد ارتفع. والمياه العذبة قد انحسرت وأن نصيب هذه الدول من الماء قليل جدا: لبنان وإسرائيل والاردن وفلسطين. واسرائيل تأتي بالماء من تركيا. وعندما أقام الاتراك مشاريع لتوليد الطاقة علي نهري الدجلة والفرات, صرخت سوريا والعراق..
وحرب المياه مؤجلة. ولكنها آتية لا ريب فيها.
وأذكر أننا كنا في تل أبيب. عندما دعينا الي عشاء: موسي صبري وعلي حمدي الجمال ومرسي الشافعي وأنا ـ وبعد العشاء اقترح الدبلوماسي الإسرائيلي أن نلعب( لعبة الأمم).. وذلك بأن نجلس حول مائدة. ونطرح موضوعا ويقوم كل واحد بدور دولة يختارها ويعرب عن رأيها في هذه القضية. واقترح الدبلوماسي الإسرائيلي قضية( الماء) في الشرق الأوسط.. وكان الموضوع مفاجأة لنا. ولكنه كان مستعدا تماما بكل المعلومات والأرقام وتواريخ المعاهدات. واستعداد دول الأعالي أن تبيع المياه وأن ترغم مصر علي أن تساعدها علي ذلك والا ـ وقيل كلام كثير..
ثم تداولنا هذا الموضوع واختار كل منا دولة جديدة لتمثيلها. وثبت من المناقشة أن خبراء اسرائيل علي دراية تامة بكل تفاصيل الحرب المرة من أجل المياه الحلوة. وأن لديهم دراسات واقتراحات ومعاهدات وحلولا وفلوسا. وأنه ليس اسهل من تحريك دول حوض النيل ضد مصر والسودان, وأنه لن يمضي وقت طويل حتي يؤلبوا علينا الدنيا ـ وقد بدأوا أخيرا ـ وككل شيء يحدث لنا وحولنا فهو مفاجأة؟